سورة آل عمران - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


الأكمه: الذي وُلد أعمى. البرص: داء خبيث يُحدث بياضاً في الجلد ويجعله يتقشر، ويسبب للمصاب به حكَاً مؤلما.
لقد خلق الله عيسى ابن مريم على حال خاصة وبعثه رسولاً إلى بني اسرائيل مستدلاًّ على صدق رسالته اليهم بمعجزات من الله قائلا: لقد جئتكم بهذه المعجزات من عند الله، فأنا أصوِّر لكم من الطين مثل صورة الطير ثم أَنفخ فيها فتحيا طيوراً عادية باراردة الله، وأشفي الأعمى فيعود بصيرا، والأبرص فيبرأ من دائه، بل وأُوحيي الموتى، وكل ذلك بإذن الله وارادته. وأُخبركم بما تدّخرون في بيوتكم من مأكول وغيره. ان كل هذه المعجزات إنما أظهرها الله على يديّ حجةً قاطعة على صحة نبوّتي وصدق رسالتي إليكم لعلّكم تؤمنون بي وتصدّقونني.
لقد جدئتكم مصدّقاً لشريعة توراة موسى لا ناسخاً لها ولا مخالفاً لشيء من أحكامها، لأخفّف عنكم بعض الأحكام المشددة فيها، فأُحِل لكم بعض الذي حُرم عليكم فيها. ومن واجبكم ان تخشوا الله وتطيعوني، فهو ربي وربكم، فاعبدوه وأخلصوا له الطاعة. فليس ما أمرتكم به الا الطريق السويّ الذي أجمع عليه الرسل كلهم قبلي، لأنه هو الموصلُ إلى خير الدنيا والآخرة.
من هذا يتبين ان عيسى عليه السلام نبيّ مرسَل، لم يدّع أنه إلَه أو ابن الإلَه.
قراءات:
قرأ أهل المدينة ونافع {فيكون طائرا باذن الله}، وقرأ نافع {اني اخلق} بكسر همزة ان.


أحس: شعر وأدرك. الانصار: الاعوان المناصرون. الحواريون: مفرده حواريّ وهو صفي الإنسان وناصره. المكر، من العبد: تدبير سيء خفي، ومن الله: إبطال تدابيرهم السيئة.
فلما شعر عيسى من قومه اليهود إصراراً على نكران رسالته وتكذيباً لمعجزاته وصُدوفاً رغم كل ما قدمه لهم من نصائح ومواعظ قال لأتباعه وتلاميذه: من الذين ينصرونني باتّباعي، وينصرفون إلى تأييد الله ودينه وروسله؟ فقال خاصة أصحابه: نحن أنصار دين الله ومحبوه، لقد آمنّا بك وبرسالتك من عنده، فاشهد علينا أيها الرسول أنّا مؤمنون بدعوتك، منقادون لربّك، مخلصون في عبادتنا له.
وقد طلبوا شهادة عيسى لهم لأن الرسل يشهدون لأممهم يوم القيامة، ثم تضرّعوا إلى الله بقولهم: ربنا، آمنا بما أنزلتَ واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين لرسولك بالتبليغ، وعلى بني اسرائيل بالكفر والجحود.
أما الذين أعرضوا عن عيسى من قومه فقد طفقوا يكيدون ليه ويمكرون في تلفيق شيء يحاربون به دعوته، لكن الله أبطل كيدهم فلم ينجحوا، واللهُ أحكم المدبِّرين وأقواهم.


واذكر أيها النبي اذ قال الله: يا عيسى، اني متسوفٍ ِأجَلَك، لن أدعَ أحدا يقتلك، ثم ارفعك إلى محل كرامتي، فتنجوا من أعدائك. اما الذين ابتعوك ولم ينحرفوا عن دينك فسأجعلهم أقوى من الذين لم يهتدوا بهديك إلى يوم القيامة. واخيراً ترجعون إليَّ جميعاً يوم القيامة فأقضي بينكم في الذي تنازعتم فيه من أمر الدين، وأدازي كلاًّ بما يستحق.
أما الذين كذّبوك فأعذبهم عذاب الخزي والنكال بتسليط الأمم عليها في الدنيا، وبنقمتي عليهم في الآخرة. ولن يجدوا من ينصرهم من عذابي الأليم في ذلك اليوم.
وأما الذين تقلبّوا رسالتك وهتدوا بهدي الله، حين أقرّوا بنبوّتك وما جئتهم به من الحق فَسأُوفّيهم أجرهم كاملاً غير منقوص.
هذه أخبار مريم وعيسى وبني اسرائيل والحواريين التي نود ان نقرئها ايّاك يا محمد باعتبارها بعض القرآن الحكيم الذي يبين وجوه العِبر في الأخبار والحِكم، فيهدي المؤمنين إلى اتباع ربهم. وأنت ترى أن فيها حجة بالغة على من حاجّك من وفد نجران، ويهود بني اسرائيل.
قراءات:
قرأ حفص ورويس {فيوفيهم} بالياء كما هو هنا. والباقون {فنوفيهم} بالنون.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11